الخميس، 15 يناير 2015

تغيير

يجد عيناه تدمعان كالعادة كل صباح عندما يستيقظ, لا يعرف لماذا ولكنه يعتقد أن السبب ربما يكون قراءته طوال الليل, تحت ضوء خافت. يغلي قليلا من الماء لإعداد القهوة, ومن ثم يكب الماء في كوب, والباقي يسكبه في وعاء رجاجي, ثم يخرج عينيه ويضعهما في الوعاء, ثم يفكك جسده عظمة عظمة لما يشعر به بتعب شديد. هذا بالتأكيد لم يحصل, شيء مستحيل كهذا صعب الحدوث إلا بخياله.
يقرأ ما كتب بالليلة الماضية, لا يصدف أنه كتب شيئا بهذه السخافة, يمرق لورقة ثم يرميها, يريد أن يكتب ولكنه لا يستطيع. يحاول مرارا وتكرارا أن يتذكر الكلمات التي رآها بالأمس, التي كانت جميلة وبراقة, ولكنه لم يكن مستيقظا تماما؛ لذلك لم يستطع تذكرها.
يجلس أمام مكتبه, محدقا بالورقة البيضاء والقلم, يشعر بالحزن الشديد, لأنه عاجز عن كتابة أي شيء. يحاول أن يقوم ويفعل شيئا آخر ولكنه لا يستطيع فعل هذا, ويشعر بالإختناق, و أنه يجب عليه أن يخرج ما يشعر به عبر الكتابة.
ومن ثم تأتي الأشياء التي تحزنه شيئا تلو الآخر, ملاض أمه, هجر أبيه لهم, و مشاكل أبيه, ومن ثم يعود حزنه بسبب عدم قدرته على الكتابة. دائما يشعر بالنقص, و أنه غير قادر على فعل أي شيء بشكل مثالي. لم تكن لديه ثفة بأي شيء يفعله.
يسأل نفسه:"كيف يمكنني أن املأ كلهذا البياض حبرا وغضبا؟ أسمع كثيرا من الأصوات ولكن لا أغرف على ماذا أركز!".
يقف فجأة  ويلعن الكتابة التي لا تزيده الرغبة فيها إلا هما, يشعر بأن لا شيء يستحق الحزن من أجل, و أن لديه عمرا واحدا لا يريد أن يفنيه بالشكوك والهموم والحزن وعدم الثقة.
يخرج؛ ليعيش ما كان يتمنى تجربته من قبل, تاركا وراءه الكثير من الشكوك, وورقة بيضاء فارغة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق