الثلاثاء، 17 مارس 2015

نهاية مبهمة

"ارحل، أو دعني أرحل، أو لنرحل جميعًا كلٌ في طريقه. العيش بقربك أصبح مستحيلًا، الخوف عليك مني ومن نفسك هو أمر لم أستطع احتماله. أما العيش بدونك.." لم يستطع أن يكمل ، فكيف سيعيش من دون نصفه الآخر الذي أصبح جزءًا واحدًا معه؟ هذا صعب، صعبٌ جدًا. 
رد عليه نصفه الثاني:" لا تكمل، فأنا لا أقوى على سما ما سيحصل ان ابتعدتَ أنت أو ابتعدتُ أنا عنك. لا حل، فلا تهلك نفسك بالتفكير. الطريق مسدود والحلول فاشلة. ألا تستطيع أن تستحمل قليلًا ؟" ولكنه علم أنه هذا استطاع الأول فعل هذا، فهو لن يستطيع. 
جلسا متقاربين، كانوا يفكرون في حل في حين، وأشياءٌ مختلفة في حينٍ آخر. كانت الأشياء  التي تشاركوها وما زالوا يتشاركونها تُشعرهم بالضيق. أطلق الأول تنهيدة منهكة من انغماسه بالتفكير، فالتفكبر ينهك العقل والجسد والروح، يشغلك تمامًا عن كل شيء حتى تجد نفسك لا تفعل أي شيء إلا هو، يؤرقك ويؤخذك ممن حولك، ثم قال:" أتذكر؟ كيف تقابلنا؟ كيف كنا غير مؤمنين بأن شيء كهذا قد يحصل لنا؟ أن لا وجود لشيءٍ يستطيع الربط بين اثنين ؟ كان كل شيء رائعًا. 
وما كنت سأندم عن الخوض فيه أبدًا، دون أن أفكر بما سيحصل تاليًا أو مصيرنا الأخير". 
أمضوا ليالٍ عدة على هذه الحال، يريدون ولا يريدون أن يفترقوا. الأمر صعب، والتفكير به أنهكهم. الأمل انقطع منذ زمن، والزمن لن ينسيهما ما سيحصل ان افترقا. 
أتت للثاني فكرة عابرة، ثم قالها للأول:" لماذا أشعر بأن شخصًا يكتب عنا الآن، يعلم ما نريد وما نشعر به، يصفه كأنه يعرفنا، كأنه على علمٍ بما فينا. أعتقد أنه يرانا الآن؛ آفكارنا وكل شيء. يكتب عما بداخلنا على أوراقٍ لن ترى النور مجددًا. أريد أن نكون هذه الأفكار التي يكتبها كي لا تهرب منه وينساها، أن ننتهي كأننا لم نكن هنا. أن يكتب النهاية بسرعة ويحدد مصيرنا. أن أكون قصة، تبدأ من العدم، وتنتهي، ثم لا شيء".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق