الأحد، 3 مايو 2015

انكسار

انكسار
دارت المجنونة ودارت ودارت حتى انقلبت علي. وتركتني أصرخ جوعًا مع بناتي السبع و نبكي تحت الحطام على ثلاث جثث. جثة أخي الذي تركنا دون أن ينفذ وصية أبي. جثة زوجي الذي لم أكن أتنبه لنظره الدائم نحو ظهور الفتيات الصغيرات. جثة ولدي الذي أراد أن يجاهد ويحارب من هم منه!
هل أبكي أم أضحك على حالي وحالهم؟
إن كانوا قد سألوا عني يومًا، أيها الحمام الذي يطير بلا مبالاة، أخبرهم عن جلوسي في الأماكن الذي يدهسون عليها المارة بأحذيتهم الذي أراهم يهربون بها بعيدْا عني. فقدت صوتي من التوسل الطويل الذي لا ينتهي. أفواه لا تطلب إلا المزيد وأنا بصراحةٍ لم أعد أستطيع تحمل المزيد. ألم كتفاي بات يقتلني أكثر من الشفقة التي أراها عبر أعينهم التي لا تزيدني إلا انكسارًا.
لا أحتاج شفتهم ولا أموالهم ولا بصاقهم وصراخهم علي بأنه يجب علي أن أجد عملًا.
أتسول من أجل المسكن. أتسول من أجل الطعام. أتسول حتى أجد عملًا. أتسول حتى أُهر وأذل أكثر.
لا، لن أُذل أكثر أو أركع. استعنت بك يا الله فكن عوني على كل هذا القهر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق