الجمعة، 18 سبتمبر 2015

هويَّةٌ مفقودةٌ

عندما كنت هناك وحيداً و ضائعاً لا يعرف أحدٌ مكاني، لم تستطع أي حاسة من حواسي أن تتعرف على أي شيء يحيط بها. لا صوتٌ هناك إلا صوت تقاطع الأفكار و الذكريات داخل رأسي. رأيت مكاناً بعيداً عن يميني، و آخر عن شمالي، و كل مكان منهم، و كل شخصٍ ينتمي إليهم، و كل أمرٍ يصدر منهم يشدُّني نحوه دون توقُّف، و دون اعطائي أي خيار، و ما إن تعبوا حتى ألقوا بكل قطعةٍ مزقوها مني للمكان الأول، حيث تُجمع كل القطع، و أوجد من جديد.
و يتكرر الأمر مراراً، و أحاول أن لا يتشتت انتباهي و لو للحظةٍ عن ما يحصل لي، و لكن ما إن أقرر ما هو المكان الذي يجدر بي الذهاب إليه؛ المكان الذي أنتمي إليه حقاً، و لا أكون غريباً فيه أبدأ بالسير نحوه، و لكن فجأة، تنحرف قدماي عن الطريق الموصل إليه، و أسقط في حفرةٍ مخفيةٍ واسعةٍ وُجِد الشرَّ فيها أول مرة، و فيها تتحول النجوم إلى رماد، و المخلوقات يتذمرون من محطات الوصول التي مُلئَت بالجثث.
و تأخذني الصدمة، و أُصاب بالذهول، و أمسك رأسي من هول ما يحصل و أنا أكرِّر:"أنا أنتمي للَّامكان، للَّازمان، للضَّياع الأبدي!" 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق