يستيقظُ مرتعبًا، يلتفت يمينًا ويسارًا ويهمس لنفسه بأشياء بصوتٍ خافت، كأنهرخائف من أن يسمعه أحد يتنصَّت عليه. ثم يقوم يشعر ببعض الألم ويتَّجه إلى المرآة القديمة؛ التي تعبت من رؤيته كل يوم، يتأمل رأسه الثقيل على كتفيه المحمَّلان بالهموم، وذاكرته المترنِّحة التي لا يوجد بها إلَّا ذكرياته السيئة، بعينيه التي يملؤهما ترقُّب يومٍ أفضل وبهالاته السوداء، بجلده الجاف المليء بالندوب والخطايا، والفشل الذي يكسو كل شيء يخرج من يديه.
كان دائمًا يظن بأن الماء هو العلاج، ولكن خوفه كان يمنعه من استعماله.
"ولكن لا، وألف لا! أنا مللت، مللت من كل شيء!! لن أدع أي شيء يخيفني أو يتملَّكُ مني، لن أهرب بعد اليوم بل سأواجه كل شيء!" صرخ هذه الكلمات ومن ثم لم يصدِّق ما قاله، لم يصدِّق أنها خرجت منه. شعر بسعادةٍ بالغة، وبالتحرُّرِ من كل القيود.
فتح نافذته، ثم طار!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق