السبت، 11 يوليو 2015

انتصار

مشى على الدرج ببطء، شعر بأنه يقترب أكثر من حزنه الذي يتكشل بأشكال عدة و من ثم يأتيه فجأة. يقترب منه أكثر و لكنه متردد ، قرر أن يرجع للوراء ثم يركض بسرعة عبر السحابة السوداء المتشكلة أمام الباب الأسود المقفل بإحكام. تخيل كيف سيكون شكله إذا عبر بسرعة؛ممزقًا، يجمع شتات نفسه بقلبٍ غارق بسائل كثيف يعيق نبضه بشكل طبيعي.
و لكن، هذا لم يحصل، لأنه مر بسرعة عبر تلك السحابة، تعرقل عدة مرات، وقف كثيرًا و أحس بالاختناق. و لكنه، أكمل و لم يقف. خرج الدخان و لكن هرب منه و هو يلهث قبل أن يستنشقه تمامًا، و يا لتعاسته عندما رأى حزنه بصورة رجل يراقبه و يتحراه بنظراته التي تتشلق على الأشخاص من أصابع أقدامهم حتى رؤوسهم، و لكنها لا تبحث إلا عنه، ما إن يرصده حتى يبتسم ابتسامة خبيثة و يمد بيده حتى يصافح الرجل المسكين الي ما زال غير مصدق لرؤيته النور. لا يملك شيئًا إلا أن يمد يده حتى يصافحه صاحب الابتسامة الخبيثة بغرس الناب الموجود على أطراف أصابعه في باطن يده، ثم ينظر إلى الدم الذي ما إن يخرج حتى يتبخر ثم يتكاثف على وجه المسكين و يصبح كحبيبات العرق على جبينٍ وُجد ليرقد عليه التعب.
و لكنه تحمل قوة إمساك الرجل ليديه و كان يضعف تدريجيًا. و لكن، في اللحظة الأخيرة أفلت يده بقوة كادت أن تخلعها من محلها، و كنه لم يفلتها فقط بل خلع يد الخبيث معه و ألقاها بعيدًا، حتى بدأ بالجري خلفها كالكلب.
دار بسرعة حول نفسه و أطلق ذراعيه كأنه على وشك أن يحلق بعيدا، عاش أخيرًا تلك اللحظة التي لطالما أراد أن يعيشها بعد أن خنقه الحزن. و لكن، قتل حزنه و حطمه و تخطى كل أشكاله و درجات الأسود بأنواعه.
و عدات الألوان تجري بسرعةٍ في كل أنحاء جسده و شغفه القديم و بهجته القديمة التي غابت طويلًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق