الأربعاء، 15 يوليو 2015

منطق

أستطيع سماع صوت أنفاسك من بين جميع الأصوات الصارخة، و الخطوات السريعة. أنفاسك المتقطعة و أنت نائم على الوسادة البيضاء التي أسندت رأسك عليها لليالٍ عدة. سألتك وسادتك يومًا، و لكنك لم تسمعها، و لن تستطيع سماعها حتى و إن حاولت. قالت:"أريد أن أسألك يا سيدي، كيف ترى الأحلام؟ هل ينعكس ضوء أحلامك على جفينك المغلق فتراها؟ كيف يتم ذلك؟ أخبرني بالتفاصيل، أريد أن أتمتع ببعض الذكاء، لست مجرد قماش محشو بالقطن! أتمنى أن ما أقوله لا يضحكك الآن. فأنا أشعر بك كل ليلة..." هل تريدني أن أكمل ما قالته؟ لأني أخاف أن تتهمني بالجنون، أو تصبح لديك عقدة من جميع الوسائد التي تمتلكها فتلقيها، أو تطلق علي لقب "الطفلة ذو الخيال الواسع"، اعتقد ما سوف تعتقده، ربما ما سوف تسمعه الآن يجعلك تتوخى الحذر مما تفعله قبل نومك، عندما تعتقد بأن لا أحد يراك، إلا الله، و لكنك لسذاجتك كنت تقول سأفعل ما أريد، و سوف يغفر لي الله لاحقًا.
هذا هو ما قالته لاحقًا:"كل ليلة، تسرَّب لي بعض من ذكائك و همومك و عرقك. أستطيع تحديد نوع حلمك من تقلُّبك اللاشعوري، رغم أنني لم أستطع رؤيتهم. قد تشعر بالقلق الآن من أن هناك شيء يشعر بك عندما تنام و أنت لا تشعر بأي شيء، و لا تستطيع أن تتذكر حتى الجانب الذي نمت عليه، أو حتى الفكرة الأخيرة قبل إغلاق عينيك. حاسبت نفسك كثيرًا، قسوت عليها..." أنت بالفعل قسوت عليها و هي تستحق ذلك بالطبع! كانت ستلقي بك إلى التهلكة برغباتها التي تلهيك عن كل شيء و تتحكم بك كالدمى ثم ترميك للندم لاحقًا.
"نعم، قسوت عليها. و أحيانًا كنت تخبرها كم تحبها. أنا وسادتك، قد يبدو غريبًا ما قلته حتى الآن، و خاصة أنه صادر من وسادة! و لكن نحن؛ جميع الأشياء التي تشعرك بالراحة دون أن تهتم بها، نعرف ما لا يعرفه غيرنا.
نومًا هنيئًا و أحلامًا سعيدةً يا سيدي." 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق