ما إن أشعر بالدفء حتى يتربَّص بي البرد و أرتجف عندما أحاول أن أدفع عني ما يخنقني كي ألفظ اسمك، أن أصرخ بأي تفصيل حفظته ذاكرتي، و ما بال ذاكرتي لا تحفظ إلا ما لا يهم؟ أين وجوههم؟ و كيف أصبحوا؟
و أن أقول ما سوف تناه ذاكرتي ما إن تتقابل عيناي بأعين شخص غريب حتى أشعر بأنني أنكمش، أو ما إن أبدأ بالغرق؛ دون أي وعي، لا أشعر بأي شيء، عدا كلمات تجري بقوةٍ في جميع أنحاء جسدي. لا أقوم. لست مدركًا لأي شيء، لا أرى إلا أشجارًا تحركها الرياح، ثم أمٌّ تبكي، ثم أرى نفسي ضائعًاك أبحث عن ضوءٍ يدلني نحو الإدراك التام لما يحدث حولي.
ما إن تبدأ الأوهام التي أغرق بها بالدخول إلى كل ثايا جسدي، حتى أنتبه للضوء لذي يبدأ بالإحتراق أمام عيني بسرعةٍ، و لا أستطيع أن أرى إلا آخره؛ وقتها يكون قد فات الأوان على نهايتي الأولى، و أُخلق من جديد حاملًا بدايةً جديدةً، و جسدٍ طاهر، و ذاكرةٍ بيضاء لن تنسى شيئًا، أو هكذا ما سوف أعتقده لبعض الوقت حتى يبدأ الأمر من جديد؛ الخطيئة و التوبة، الصراخ و الصمت، الإدراك و اللاوعي، داخلي. داخل العقل و الجسد اللذان يحاولان كبح الكثير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق