الأربعاء، 19 أغسطس 2015

فقد

ها هو وهج الشمس يبدأ بالتلاشي من السماء التي تحول لونها للأزرق الباهت، ثم يقترب القمر منيرًا ببطءٍ نحو الغرباء الذين يمشون لوحدهم تحت القبب المتتالية.
يمشي ذلك المجهول و يستنشق الهواء الخانق؛ لا يعبأ بسرب الحمام الذي حلَّق فوق رأسه و أطلق أصواتًا زادت جمال وقت الغروب، و لكنه لا ينتبه. لا ينتبه للقطة التي تموء بحزنٍ طالبةً القليل من الطعام، و لا للتمثال المعدني القديم، و لا يهتم بقراءة اسم من صنعه؛ لا يعلم أساسًا أنه لم يُذكر اسم الفنان الذي صنعه. لا ينتبه للشجرة المكافحة، و لا لأوعية النباتات الممتلئة بالتراب و القمامة. لا ينتبه للطريق الذي يتبعه ليصل لوجهته؛ لغرفه التام في وحدته، و في غربته.

٢٠١٥/٧/٢٩ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق