الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

سلب

تنظر إلى جسدها باشمئزاز. تفرك جلدها مراراً بالصابون، و لكن الرائحة النتنة التي تتخيل أنها تصدر منها ما زالت موجودة. هذا الجسد الطاهر الذي نُهِك جعلها تشعر بأن لا قيمة لها، أصبحت تكرهه و تكره نفسها معه.
ما زالت تلك الذكرى التعيسة تراودها دائماً، عندما أتى ذلك الوحش و نار الرغبة تُوقد في عينيه، و هو يقترب منها طلب بكل أدب ما كان من المستحيل أن تقبله، و لكنها رفضت و حاولت الابتعاد عنه، و لكنه اقترب منها أكثر و بدأ نعتها بأقبح الألفاظ، و أصبح كالكلاب يلهث بالقرب من عنقها. كانت تقاوم. كانت تصرخ، و لم تستسلم، و لكن كالعادة انتصر القوي!
تتذكر كل هذا بينما تضرب رأسها بالحائط التي كتبت عليه بالمسامير:"لماذا أنا؟ لماذا أنا؟".
نصحوها بالصبر، و بالنسيان، بعدما هرب الرجل بعيداً، بعدما أخذ سعادتها، و تقديرها لوجودها معه.
ما زالت تستيقظ في منتصف الليل و هي تصرخ و تقاوم و تحاول أن تبعد الفراغ الذي أصبح يتشكل على صورته التي لن تناسها أبداً. كل هذا يحدث بينما تنام كل فتاة بريئة بأمان. كانت مثلهم، و قد يصبحوا مثلها. من سوف يعيد الآن ابتسامتها، حقَّها، حبها لنفسها، و شعورها بالأمان لها مجدداً؟
أخذ منها كل شيء، حتى أصبحت تشعر بأنها نكرة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق