الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

شاطئ

1. 
جلست  بالقرب من الشاطئ. حفرت؛ فوجدت صدفًا صغيرًا أبيضًا. مسكتها الواحدة تلو الأخرى، وتحسست تفاصيلها وحدة أطرافها، ثم وضعتها في علبة مياهٍ فارغة. عندما امتلأت أخذت واحدة ، وقربتها من شفتيها، همست داخلها:"ماذا تريد أن تخبرني أيها البحر؟" ثم قربتها من أذنها، وانتظرت أن تصدر أي صوت؛ فبالنسبة لها الأصداف هي الموصل الوحيد لصوت البحر. "ستفضل الصمت كالعادة. سأعيد لك أحرفك؛ لعلك تبوح  بما يتوارى في ثناياك."
أعادت الأصداف جميعها إلى البحر مرة أخرى. راقبتها وهي تبتعد عنها مترقبةً إجابة البحر. 

2. 
ثلاثة أطفالٍ استلقوا على الرمل، ثم بدأ كل واحدٍ منهم بدفن جسد الآخر بالرمل، وعندما دفن الثاني جسد الأول كله بالرمل، وبدأ بالاقتراب من وجهه، صرخ الثالث قائلًا:"يا أحمق، سيموت!" ولكن لم يكترث الثاني لكلامه، واستمر، وعندما دخل الرمل إلى فم الأول وتذوقه، سأل:"هل هذا طعم الموت؟" 

3. 
جلست مع أبيها وأمها على حصيرة لا تبعد كثيرًا من الشاطئ، والسيارة على جانبهم الأيمن. راقبت أخاها وأختها وهما يتراشقان بالماء، وصوت ضحكاتهم المسموع من الجميع. أصدرت ضحكة مرتفعة بعفوية؛ فلم تلق من أبيها إلا نظرة جعلتها تندم على ما فعلت. في نفس الوقت قبل عامين، كانت تلعب معهم، ولكن في تلك السنة، ومن أول شهر فيها بلغ عمرها أحد عشر عامًا.  الرقم الذي لطالما حدثتها عنه أختها الكبرى وعن كل الأشياء التي ستتغير في حياتها ما إن تبلغه. 
خرجت أختها لاحقاً من البحر وجلست بجانبهم. طلبتها أن تقوم وتكمل لعبها. ردت عليها:"لا أريد ذلك. أشعر بالتعب، وأحتاج أن أرتاح." 
"لا تقلقِ، سترتاحين لبقية عمرك قريبًا."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق