"للأماكن أرواح."
روح هذا المكان تستقر في منتصفه متأهبة بيديها الماهرتين بالتقاط الذكريات. تنتظر قيام أي شخصٍ، وإزالته للتفاصيل الدقيقة التي تراكمت فوق كتفيه. عندما تتناثر، تذهب راكضة إليها، وتجمعها ببطء. تهتم بالتفاصيل الصغيرة: الضحكات العابرة، التنهيدات المخنوقة، الأفكار التي تدفن وقت ولادتها. تجمعها وتحيكها بنسيج ذاكرة المكان بصبر وإتقان. لا تدع أي شيء يفلت من يديها، حتى وإن تشاركها العديد، فلا توجد ذكرى للمرء وحده. تعرف أن في كل صيف يأتي أشخاص بأجساد ترتجف من برد المجهول، ولكنها تميز قدرتهم على احتواء كل تلك التفاصيل. تعانق أرواحهم، وتكشف لهم عن أسرارها، ثم تعلمهم كيف ينقشونها على عظامهم خوفًا من أن ينهشها النسيان. يفشلون مرارًا؛ لخوفهم من استنشاق العالم كله مرة واحدة، وشعورهم باختناق يبدو أبديًا. لكنها تدواي الكدمات وتحيك الجروح، وتنتظر بالصبر الذي تحيك به نسيج الذاكرة إدراكهم أن تلك التفاصيل أصبحت جزءًا من تكوينهم. بالنهاية، تنظر أرواحهم بنظرات تخترق النسيان، وتنطق: النصر لنا. النصر للذكريات الخالدة.
روح هذا المكان تستقر في منتصفه متأهبة بيديها الماهرتين بالتقاط الذكريات. تنتظر قيام أي شخصٍ، وإزالته للتفاصيل الدقيقة التي تراكمت فوق كتفيه. عندما تتناثر، تذهب راكضة إليها، وتجمعها ببطء. تهتم بالتفاصيل الصغيرة: الضحكات العابرة، التنهيدات المخنوقة، الأفكار التي تدفن وقت ولادتها. تجمعها وتحيكها بنسيج ذاكرة المكان بصبر وإتقان. لا تدع أي شيء يفلت من يديها، حتى وإن تشاركها العديد، فلا توجد ذكرى للمرء وحده. تعرف أن في كل صيف يأتي أشخاص بأجساد ترتجف من برد المجهول، ولكنها تميز قدرتهم على احتواء كل تلك التفاصيل. تعانق أرواحهم، وتكشف لهم عن أسرارها، ثم تعلمهم كيف ينقشونها على عظامهم خوفًا من أن ينهشها النسيان. يفشلون مرارًا؛ لخوفهم من استنشاق العالم كله مرة واحدة، وشعورهم باختناق يبدو أبديًا. لكنها تدواي الكدمات وتحيك الجروح، وتنتظر بالصبر الذي تحيك به نسيج الذاكرة إدراكهم أن تلك التفاصيل أصبحت جزءًا من تكوينهم. بالنهاية، تنظر أرواحهم بنظرات تخترق النسيان، وتنطق: النصر لنا. النصر للذكريات الخالدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق